قتل امرئ في غابة جريمة لاتغتفر
وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر
عندما تنتكس الأفهام بغوغائيتها ، وتتخبط العقول بعنجهيتها ، وتتغلب على الأرواح شهوات النفس المريضة هنا يكمن الخطر المحدق والمتربص بالجميع ، فلا أمن ولا استقرار ، ولاحياة هانئة يسعد بها الإنسان بين عشيرته وخاصة أهله .
لكم أيها القراء الكرام والصحب الأعزاء أن تؤجلوا الحكم النهائي على القضية التي سأسوقها بعد أن ألملم أوراقها المتساقطة في جمل مختصرة متوالية ، لن أطيل عليكم فأنا أعلم مدى انشغالكم بأحداث العصر المتعاقبة بلا هوادة أو تؤدة .
في مدينتي الحالمة مدينة ليلى حاضرة الأفلاج وزهرتها حدثت فاجعة يندى لها الجبين ، ضحاياها كثر ، فتيات في عمر الزهور اغتيلت فرحتهن الغامرة دون سابق إنذار ، وطاعنات في السن حيل بينهن وبين رزقهن وقوت عيالهن .
لقد آلمتني الصورة بكل أبعادها ، تذكرت حال إخوة لنا في الدين والعقيدة قتلوا عنوة بدم بارد ، لاذنب لهم ولاخطيئة تلحقهم ، سوى أنهم عاشوا بين أظهر فئة غريبة الأطوار والتصرفات ، لاهم لها إلا الضرب بيد من حديد لكل من يخالفهم الرأي .
كأني بكم أحبتي الكرام وقد ضربتم أسداسا في أخماس ، وانتابتكم حالة من الذهول ، ما القصة وما الخطب ؟ لِمَ كل هذه الألغاز المبهمة والأحاجي الغريبة ، حنانيكم علي لطفا ، فمازلت تحت تأثير الصدمة ، فسامحوني فأنا واحد منكم وبكم .
لو قيل لكم ذات يوم أو ليلة – وأنتم في كامل عافيتكم ونشاطكم -آسفون لقد تم الاستغناء عن خدماتكم ، وأمامكم عشرة أيام لتغادروا المكان بلا رجعة ، ماذا عساكم فاعلون ؟ ألا تشعرون بألم وغصة وضيق في النفس وحزن شديد لايبرح ؟
هذه الحالة التي ذقتم مرارتها آنفا هي نفسها ما صعق بها أكثر من مئة وسبعين طالبة في كلية لينكون في محافظة الأفلاج ، بالإضافة إلى عشرين موظفة وعاملة وحارسة أمن تجرعن نفس الطعم المر دون سابق إنذار وتأهب وأخذ حيطة .
تخيلوا فبعد انقضاء سنة ونصف من العمل المنهك والدراسة والسهر الطويل وقطع المسافات البعيدة يصدر قرار بإغلاق الكلية وإخلائها قبل السابع من شهر يناير القادم ، أي فاجعة ونازلة ودويهية تصفر منها الأنام التي حلت بضعيفات الحال ؟! .
نوبات هستيرية من البكاء والعويل والنحيب تجتاح المكان ، يردفها دعوات حارة مليئة بالضجر والحسرة على من كان سببا في وقوع هذه الكارثة والصاعقة المدوية ، فيالخيبة الأمل وقد ضاع العمر والأحلام ، وتبخرت الأمانيات في غمضة عين .
والله انك رجاااااااال الله يسعدك
مرثية جميلة ولكن لاتفيد القارئ بشيء