كلنا ذاك الغيور على أهله ، كلنا ذاك المعاتب لذويه إذا تبين الخطأ ، في بحر لجي أمواجه يضرب بعضها بعضا ، يقف قاربنا المتهالك حائرا أين المخرج ؟ حينما تضرب بيد من حديد وكأنك المجرم وحينما تغتال زهرة شبابك على يدي من لا يرحم تحصل الفاجعة ، يتبادر إلى ذهني أيام غربتي في طلب العلم ، بعد شقاء لأجل حلم تمنيته منذ الطفولة ، فقد للأهل وعناء الدراسة وهم الغربة كلها اجتمعت لأن ما أصبو له ليس له طريق إلا الغربة ، وبينما أنا كذلك يقترب الحلم ليكون بالقرب من أهلي وينشأ إخوتي ليعيشوا ما تمنيته بين كنفاتهم ، وقتها ارتسمت على محياي ابتسامة الغريب الذي وجد ضالته لبني جلدته ليعيشوه بدل الغربة وعناء السفر ، كلية لينكون هاهي أركانها تشتد وهاهي صروحها قد بنيت وهاهي اليوم تفتتح ، محافظتي الأفلاج هي مصدر العلم لك من نشده بشتى أنواعه جامعات وكليات في أروقتها الغناء ، وفجأة تحصل الفاجعة ، مطالبات بإغلاقها ، وادعاءات باهتة لتقتل حلم الطفل في يوم وليلة بلا بديل يذكر ولا سبب يشكر ، حينما يرمى بأحلامها عرض الحائط وحينما يذهب الجهد سدا دون حسيب أو رقيب أو مشورة في الأمر ، لتدرج الأحلام في مهب الريح ليس لمن يقطنونها فقط بل لمن يحلمون أن يلتحقوا بها مستقبلا ، هل بحثت الأسباب وهل أوجد البديل ؟!
وقفة للتأمل :
حينما تفجر المساجد وهي بيوت الله ويقتل الأبرياء بلا ذنب وقتها فلا تعجب بأن توقف دور العلم بلا سبب يتضح للعامة ولمن يهمهم الأمر …
نتمنى أن نراجع حسابتنا مرة تلو الأخرى لنتخذ القرار الصائب فيما يهم مجتمعنا الطموح .
التعليقات (٠) اضف تعليق